الأمير سلمان اجتمع إلى وزير الخارجية السويدي وحاكم استوكهولم
استوكهولم - طلعت وفا، و.أ.س:
عقد
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ومعالي
وزير خارجية مملكة السويد كارل بيلدت مساء أمس اجتماعاً بحضور الوفد
الرسمي المرافق لسموه وذلك بمقر وزارة الخارجية السويدية في ستوكهولم ضمن
زيارة سموه الحالية للسويد.
وجرى خلال الاجتماع تناول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلاقات الصداقة والتعاون بين المملكة والسويد.
وأشاد سموه بمواقف مملكة السويد في القضايا الدولية وإسهامها في
قضايا السلام مؤكدا ما تتمتع به العلاقات بين البلدين من قوة وتطور في
العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية يعززها تبادل الزيارات
بين المسؤولين في البلدين.
فيما ثمن عاليا وزير خارجية السويد مواقف المملكة الدولية ودورها
في المنطقة ودعمها للحوار والسلام والاستقرار الاقتصادي العالمي إلى جانب
مبادراتها برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في
ذلك الشأن مبرزا مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية.
وقد رحب بسمو الأمير سلمان والوفد المرافق له شاكرا لسموه هذه
الزيارة للسويد مؤكداً ثقته بأنها ستدفع بالعلاقات والتعاون المشترك لآفاق
أوسع بين البلدين.
وفي نهاية الاجتماع تم تبادل الهدايا التذكارية بين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والوزير كارل بيلدت بهذه المناسبة.
عقب ذلك شرف سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والوفد الرسمي المرافق
له حفل العشاء الذي أقامه وزير خارجية السويد تكريما لسموه بحضور عدد من
كبار المسؤولين بوزارة الخارجية السويدية وذلك بمقر الوزارة في ستوكهولم.
ويضم الوفد الرسمي المرافق صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل
بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن
عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب
السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي
الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز
بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض ومعالي أمين عام دارة الملك
عبدالعزيز الدكتور فهد السماري وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السويد
الدكتور عبدالرحمن الجديع وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس
مركز المشاريع والتخطيط المهندس عبداللطيف آل الشيخ ورئيس الغرفة التجارية
الصناعية بالرياض عبدالرحمن الجريسي ومدير عام مكتب سمو أمير منطقة الرياض
عساف أبوثنين.
وأكد وزير الخارجية في تصريح صحفي بهذه المناسبة أهمية زيارة سمو
الأمير سلمان بن عبدالعزيز للسويد ودورها في دعم وتعزيز العلاقات بين
البلدين ومنها المجال الاقتصادي مبينا أنهم مهتمون بهذه الزيارة كونها على
مستوى رفيع ولشخصية مهمة مؤكدا حرص السويد على زيادة متانة الروابط
والتعاون وتطويرها في جميع المجالات وحضورها الدولي الفاعل ومساهماتها في
موضوع السلام بشكل كبير.
وفي وقت سابق التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز
أمير منطقة الرياض والوفد الرسمي المرافق له أمس حاكم مقاطعة استوكهولم
بيير أنكل ضمن زيارته الحالية للسويد وذلك بمقر الحاكم قصر تسينسكا
التاريخي بوسط استوكهولم الذي يعد تحفة معمارية تعود الى خمسة قرون مضت.
ورحب حاكم استوكهولم بسمو الأمير سلمان والوفد المرافق واطلعه على جوانب القصر وشرح له تاريخه وأهميته المعمارية.
وثمن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفاوة الاستقبال وأشاد بعلاقات
الصداقة التي تربط البلدين متمنيا تواصلها وتعزيز التعاون بين استوكهولم
والرياض.
وجرى خلال اللقاء تبادل الاحاديث الودية والموضوعات المشتركة
وروابط التعاون والصداقة بين المملكة العربية السعودية والسويد وتبادل
الخبرات والزيارات بين البلدين.
وفي ختام اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية حيث قدم سمو الأمير سلمان كتبا عن تاريخ المملكة لحاكم مقاطعة استوكهولم.
عقب ذلك قام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والوفد الرسمي المرافق
له يصحبهم حاكم مقاطعة استوكهولم بجولة في بعض معالم المدينة القديمة حيث
شاهدوا نمط العمارة التقليدية التاريخي للمدينة السويدية وساحاتها ونسق
طرقها والمحافظة عليها مع مرور الزمن ضمن شرح من حاكم استوكهولم.
بعدها زار سموه ومرافقوه متحف الفريد نوبل موسس جائزة نوبل
العالمية حيث تجول سموه في أجنحة المتحف الذي اشتمل على قسمين رئيسين
وشاهد ما يحويه من سرد تاريخي لتطور العلوم وتنوعها وجوانب من المخترعات
والفائزين بجائزة نوبل بالاضافة الى عرض تعريفي بالفريد نوبل وسيرته
وانجازاته ثم استمع سموه لشرح عن كيفية اختيار الفائزين بجائزة نوبل في
فروعها العلمية والطبية والادبية وللسلام ولجانها التحكيمية في السويد.
وأشاد سموه بالمتحف ومعروضاته والاسلوب المستخدم والتقنيات
وأهميته في أبراز التطور العلمي وتقدير العلماء والمخترعين مبرزا أهمية
المتاحف في التعريف بالتاريخ البشري وإنجازات الانسانية.
وقدم سموه دعوة لرئيس المتحف لزيارة المملكة العربية السعودية والمتحف الوطني.
وقام سمو الأمير سلمان بزيارة عصر أمس لرئيس مدينة استوكهولم
اللورد بوبلادهولم وذلك بمقر مبنى البلدية الذي يعد قلعة تاريخية منذ أكثر
من مئة سنة.
ورحب رئيس مجلس المدينة بسموه لدى وصوله مقر البلدية وعقدا
اجتماعا بحضور الوفد الرسمي وعدد من أعضاء مجلس المدينة حيث جرى تناول
علاقات الصداقة المتينة بين البلدين.
وتطرقا لسبل التعاون بين استوكهولم والرياض والاطلاع على الخبرات
السويدية في تطوير المدينة والتنظيم والتخطيط كما تم الاطلاع على التطورات
بمنطقة الرياض في دات الاطار والتطور الذي تشهده مناطق المملكة في كثير من
المجالات الاقتصادية والعمرانية والعلمية.
وقد سجل سموه كلمة في كتاب ضيوف الشرف عبر فيها سموه عن سعادته
بزيارة مدينة استوكهولم وما أحيط به من حفاوة وحسن استقبال من الحاكم
ورئيس المجلس البلدي والمسؤولين.
وعبر سموه عن أمله ان تحقق الزيارة الأهداف المرجوة في تقوية
وتعميق أواصر العلاقات وبناء مزيد من روابط التعاون بين البلدين في كافة
المجالات.
وفي نهاية الاجتماع جرى تبادل الهدايا التذكارية ومنها كتب عن المملكة وتاريخها وعن الملك عبدالعزيز رحمه الله.
في شأن متصل أكد كارل بيلدت وزير الشؤون الخارجية السويدي
ل"الرياض" أن المملكة والسويد تجمعهما علاقات ثنائية ممتازة منذ وقت طويل.
وتشهد الزيارات المتعددة المتبادلة على مستوى عال بين البلدين في السنوات
الأخيرة على متانة العلاقات بين المملكة والسويد وأبرزها تلك التي قام بها
خادم الحرمين الملك عبدالله في عام 2001وكان حينها ولياً للعهد ثم الزيارة
التي قامت بها صاحبة السمو الملكي الأميرة فيكتوريا ولية العهد للمملكة
العربية السعودية في عام 2004م. وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير
سلمان الحالية للسويد شاهداً آخر على العلاقات المتينة بين دولتينا.
وتعد المملكة العربية السعودية دولة غاية في الأهمية دولياً
وإقليمياً. وبصفتها خادمة للحرمين الشريفين فإن المملكة تحظى بأهمية
محورية ليس للعالم الإسلامي فحسب، بل أيضاً للدول الأخرى كالسويد التي
يعيش فيها عدد كبير من المسلمين.
بجانب ذلك فإن المملكة العربية السعودية هي بكل المقاييس الشريك
التجاري الأكثر أهمية في الشرق الأوسط بالنسبة للسويد، حيث يعود تاريخ
وجود الشركات السويدية فيها إلى أكثر من 50عاماً. كما أن المنتجات
السويدية ذات الأسماء التجارية الشهيرة مألوفة هناك. إنني أجد نفسي على
قناعة بأن هناك المزيد من الفرص الجيدة لتعزيز وتوسيع علاقاتنا سياسياً
واقتصادياً على حد سواء.
وحول دور السويد في الإسهام في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط،
قال بيلدت: أول مرة منذ سبع سنوات تعهد الإسرائيليون والفلسطينيون في
أنابوليس بالسعي إلى التوصل لاتفاقية للسلام. وبعد سنوات اتسمت بالعنف
والقنوط فإن هناك الآن فرصة حقيقية لتغيير إيجابي. ولعل أهم عامل في هذا
السياق هو تعهد العالم العربي برمته بالاعتراف ب(إسرائيل) متى ما تقيدت
بالمبادئ الواردة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالنزاع الإسرائيلي
الفلسطيني. وفي اعتقادي أن المبادرة العربية التي أطلقتها المملكة العربية
السعودية توفر فرصة لوضع حد للنزاع، بدعم من جميع دول المنطقة. وتلتزم
الحكومة السويدية التزاماً تاماً عملية السلام وبإنشاء الدولة الفلسطينية.
والسويد من أكبر المتبرعين منذ وقت طويل للفلسطينيين ويتجسد ذلك في
اسهامنا بأكثر من 100مليون دولار أميركي كمساعدات سنوية في هذا الصدد.
وحول امكانية التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة قبل نهاية هذا العام قال وزير الدولة للشوون الخارجية:
- انني متفائل للغاية بأن بالإمكان التوصل لاتفاقية التجارة الحرة.
بيد أن هناك حاجة إلى زعامة سياسية واضحة حتى يتحقق هذا الأمر. وفي ضوء
القوة الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي ودورها الرئيس في قضايا
مستقبلية مثل الطاقة والمناخ فإن هذه الاتفاقية قد تصبح ذات أهمية فائقة.
كما أن التوصل لاتفاقية التجارة الحرة سوف يسهم اسهاماً عظيماً في تنويع
اقتصادات دول الخليج من خلال تشجيع الاستثمار في الداخل وتعزيز القوة
التنافسية للمصدرين الخليجيين لأوروبا. وسوف يتمثل نتاج ذلك في المزيد من
الوظائف والفرص للشباب في منطقة الخليج. إنها خيار مكسب - مكسب لدول مجلس
التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على حد سوا